ما هي الدورة الاقتصادية :
يمكن اعتبار
التقلبات الاقتصادية إحدى قوانين الحياة وهي تحدث في كل وقت وحين ،و يمكن لنا ربط عدم الاستقرار الاقتصادي بفترات
الركود والانتعاش الاقتصادي الذي يحدث في فترات متباينة.
تعريف
الدورة الاقتصادية:
يمكن تعريف
الدورة الاقتصادية أنها:"تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط
الاقتصادى".وعرفت كذلك بأنها " تقلبات في النشاط الاقتصادي الكلى مثل
مستويات الإنتاج والعمالة والأسعار ".
الدورة الاقتصادية أيضا تسمى بدورة الأعمالBusiness
Cycle تتمثل في التقلبات في اتجاه
المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل الناتج الكلي والتشغيل والتضخم(الارتفاع
في مستوى الأسعار) والانكماش (الانخفاض في مستوى الأسعار ) والبطالة، وتتسم هذه الدورات بتكرار حدوثها الذي قد يكون
منتظما في بعض الأحيان او غير منتظم في كثير من الأحيان، أي عدم التساوي بين المدة الزمنية التي تستغرقها
الاتجاهات التوسعية Expansion في الدورة التي تتمثل بالتقلبات من مركز او نقطة التحول الدنيا، او قاع الدورة Trough التي تمثل حالة الكساد Depression، وبين المدة الزمنية التي
تستغرقها الاتجاهات الانكماشية Contraction
التي تتمثل بالتحولات من نقطة التحول
العليا أو القمة Peakالتي تمثل وضع الانتعاش أو الرخاء Prosperity، فعندما يكون الاقتصاد في وضع القمة توجد هناك عوامل ومتغيرات تدفع إلى وضع
الانكماش والركود Stagnation ثم الكساد( ويعني الانخفاض الشديد في مستوى الأسعار
) ، وكذلك عندما يكون الاقتصاد في وضع الكساد توجد عوامل
ومتغيرات تدفع للتحول إلى وضع التوسع والانتعاش.
مراحل
الدورات الاقتصادية:
يوجد اتفاق بين
الاقتصاديين على أن لكل دورة
أربع مراحل ،مع وجود اختلاف في مسمياتها وهي:
مرحلة
الانتعاش Recovery : وقد سماها آخرون
بالتوسع أو الاستعادة Eepansion or Recovery. ، وفيها يميل المستوى العام للأسعار إلى
الثبات ، أما النشاط الاقتصادي
في مجموعه فيتزايد ببطء، وينخفض سعر الفائدة، ويتضائل المخزون السلعي ،و تتزايد
الطلبات على المنتجين لتعويض ما أستنفذ من هذا المخزون" . كما أضاف آخرون في وصف لسمات هذه المرحلة
"توسع ملحوظ في الائتمان المصرفي مع توسع في التسويات والإيداعات" .
مرحلة
الرواج Boom : ويطلق بعض
الباحثين عليها القمة Peak "وتتميز بارتفاع مطرد في الأسعار، وتزايد حجم الإنتاج الكلى بمعدل سريع، وتزايد حجم
الدخل ومستوى التوظيف" عمر (مرجع
سابق، ص ص 214- 216). وأضاف
خليل (مرجع سابق،ص ص 490-491) أن
الطاقة تصبح مستغلة بالكامل، ويبدأ ظهور النقص في العمال و بعض المواد الخام الأساسية.
مرحلة
الأزمة Crisis : و أطلق عليها
خليل (مرجع سابق،ص ص 491-492) ركود .Recession ووصفها عمر(مرجع سابق،ص ص 214- 216) قائلاً:
إذ تهبط الأسعار، وينتشر الذعر التجاري ،وتطلب البنوك قروضها من العملاء ،وترتفع
أسعار الفائدة ،وينخفض حجم الإنتاج
والدخل ،وتتزايد البطالة ،كما يتزايد المخزون السلعى. وأضاف الكريم (مرجع سابق،ص
185) في وصفه لسمات هذه المرحلة انخفاض التسهيلات المصرفية وارتفاع نسبة الاحتياطي
النقدى لدى البنوك وضعف التسويات والإيداعات
المصرفية.
مرحلة
الكساد Depression : وتتسم بانخفاض الأسعار ،وانتشار البطالة ،وكساد
التجارة والنشاط الاقتصادى في عمومه عمر(مرجع
سابق،ص ص 214- 216). وقد أطلق عليها خليل (مرجع سابق،ص ص 489-490) بمصطلح القاع Troughوهي
الجزء الأسفل من النشاط الاقتصادى سيئاً بدرجة كافية.
أسباب حدوث الدورة الاقتصادية :
وتحدث
الأزمة عندما تحصل التقلبات بين (القمة) و(القاع)، وشدة او خطورة الأزمة يعتمد على سرعة
التحولات والانتقالات للمتغيرات الاقتصادية الكلية (الحقيقية والمالية)، ويجري
أحيانا تشبّيه الدورة والأزمة الاقتصادية مجازاً بـ (الجبل) اذ تمثل قمته حالة
الانتعاش، ويمثل (الوادي) حالة الكساد، فكلما كان الوادي عميقا وواسعا يعكس ذلك
الأثر الكبير للازمة وخطورتها، كما حدث في أزمة الكساد الكبير عام 1929، وقد يكون هذا
الوادي ضيقاً وقليل العمق (اقل خطورة) كما حصل في عام 1970 (أزمة السيولة).وهاهو يحصل اليوم بما سمي بالأزمة
المالية العالمية والتي بدأت تظهر على السطح بعد ظهور أزمة الرهن العقاري في أميركا
بتاريخ 15/9/2008.
وتعُد الأزمات الاقتصادية Economic Crisis اخطر مراحل الدورات الاقتصادية Economic Cycle
التي
تحدث في الاقتصادات الرأسمالية وتنتقل تأثيراتها
إلى الاقتصادات الأخرى وحسب درجة الارتباط، ومنشأ كل الأزمات
الاقتصادية هو التقلبات الشديدة في بعض او كل متغيرات طرفي الاقتصاد، الجانب الحقيقي
(السلع) والجانب المالي (النقدي)، وسرعان ما تتفاعل التغيرات في المتغيرات
الحقيقية والمالية لتشكل خليطاً من التأثيرات المتبادلة بين جانبي العرض الكلي
والطلب الكلي، على اعتبار أن النقود هي حق على الاقتصاد السلعي يتيح لها إشباع
الحاجات الأساسية، وبالتالي فالنقود هي أصل مالي Financial Asset ممثل عن الاقتصاد السلعي، ويظهر لنا أن النقود هي المؤثر
الأول والأخير على الدورات الاقتصادية لذا فهي تستحق الدراسة ومعرفة الرابط بينها
وبين الدورات الاقتصادية من خلال النظريات النقدية التي جاءت عبر تاريخ الفكر
الاقتصادي. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق