انهيار الرأسمالية " أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود" هو كتاب صدر في شهر يناير من سنة 2010 من تأليف أولريش شيفر من مواليد 1967 درس الاقتصاد في جامعة مونستر بألمانيا والصحافة بواشنطن ثم عمل محررا اقتصاديا بمجلة دير شبيغل الألمانية، ويشرف حاليا على تحرير الصفحة الاقتصادية في الصحيفة الألمانية.
ويأتي الكتاب لإماطة اللثام عن كثير من القضايا الاقتصادية التي تتشابك فيما بينها لتنعكس سلبا على الكثير من الميادين الاجتماعية الأخرى وخاصة التعليم الذي يعد الركيزة الأساسية في تكوين أي مجتمع كيفما كان نوعه ومستوى اقتصاده، وجدير بالذكر أن فكرة هذا الكتاب كما يشير إليها الكاتب في مقدمته جاءت في ربيع سنة 2008 حيث كانت الأزمة الاقتصادية في بداياتها الأولى والبورصات مازالت لم تتأثر بزلزال الأزمة بعد.
يكشف الكتاب في تناوله الظاهرة عن الرؤوس الحقيقية التي نظرت بشكل مباشر لاقتصاد جديد يعتمد بالأساس تحرير السوق الذي كان سببا مباشرا في ظهور الأزمة التي عصفت بكثير من الميادين، يقول أولريش في كتابه هذا " يكفي إلقاء نظرة سريعة على البيانات المخزنة في جهاز كمبيوتر ماركوس غرابكا الخبير لدى المعهد الألماني لكي نلمس الهزة العظيمة التي خلفها اقتصاد السوق المحررة من القيود في المجتمع الألماني، حيث أصبح عشرة في المائة من المواطنين المنعمين تحقيق ارتفاعات متسارعة لمدخولهم، بقي لزاما على العشرة في المائة من الفئات الموجودة في أدنى السلم الاجتماعي تدبير متطلبات العيش بشكل أقل بكثير عما كانوا عليه في مطلع التسعينات، وفيما تراكمت يقول أولريش لدى العشرة في المائة من المواطنين الموجودين في أعلى السلم الاجتماعي، ثروة تساوي ستين في المائة من ثروة المجتمع التي تتكون من أموال نقدية وعقارات ظل نصف المجتمع لا يمتلك شيئا منها سوى القليل" وهنا يبدو عمق المشكل الذي أصبحت تتخبط فيه البشرية، إذ لا يمكن لأحد مهما كان أن يجنب نفسه من هذا الوضع فألمانيا التي تمثل المجتمع الذي ترعرع فيه الكاتب وقدمه كمثال لا يمكن للملاحظ إلا أن يسقطه على واقعه ولو ببعض من الاختلافات البسيطة جدا، فحقيقة ما ذكره أولريش لا يجعل أي أحد يرزح تحت نظام رأسمالي إلا أن يلامس حقيقة تراكم الثروات في أيدي طبقة معينة دون غيرها، فالفوارق الطبقية لا يمكن أن تغيب عن النظر فهناك من يركب سيارات فخمة ويتوفر على أكثر من رصيد بنكي و منزل وقصر فيما السواد الأعظم يعاني من الفقر وشظف العيش.
رابط الكتاب:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق