السبت، 26 أغسطس 2017

الكتاب النادر "التنمية الاقتصادية: المبادئ والمشاكل والأساسيات" لبنيامين هيجنز




إن هذا الكتاب هو أشمل ما كتب عن التنمية الاقتصادية، فقد تعرض للفكر الإنساني منذ المدرسة الكلاسيكية حتى اليوم، كما أنه تضمن التنويه بعدد من السياسات المعقولة والمفيدة، وتعرض للكثير من المشكلات العملية التي تواجه الدول المتخلفة.
  تعتمد التنمية الاقتصادية على عوامل عدة أهمها مدى توافر رأس المال العيني، والموارد الطبيعية، والمدخرات، والمستوى التكنولوجي، وعدد ومعدل نمو السكان، واتساع السوق، وسياسة الرفاهية، وترتبط هذه العوامل بعضها ببعض بقدر يجعل تحديد أهمية كل عامل منها على حدة من الصعوبة بمكان حتى بالنسبة لدولة معينة.
  وقد كانت أغلب عوامل التنمية متوافرة عند الدول الغربية عند بدء انطلاقها أكثر مما هي عند الدول المتخلفة في الوقت الحاضر. فمقارنة الموارد الطبيعية التي توافرت للولايات المتحدة الأمريكية وكندا مثلا منذ قرن مضى بما يتوافر لأغلب الدول المتخلفة الآن تظهر التفاوت الكبير في نصيب الفرد من هذه الموارد. وفضلاً عن ذلك كانت نسبة عوامل الانتاج من آراضي وعمل، ورأس مال، ومنظمين أنسب مما هو مشاهد الآن في الدول المتخلفة وبالنظر إلى أن هذه الدول الأولى انطلقت نحو التنمية التلقائية قبل أن تواجه الانفجار السكاني وذلك بعكس حال الدول المتخلفة الآن التي واجهت الانفجار السكاني قبل البدء في الإنطلاق.
  يضاف إلى هذا أن الدول النامية حققت مخترعات تلائم ظروفها، ذلك أن أغلب المخترعات كانت توفر العمل دون رأس المال الذي تفتقر إليه الدول المتخلفة الآن، لهذا تحتاج هذه الدول إلى اكتشاف وسائل إنتاج تكون في حدود طاقتها، وما تستلزمه احتياجاتها.
  وقد شجعت حركة الاصلاح الديني في أوروبا الميل للادخار مما ساعد على تمويل المشروعات الإنتاجية. وتفتقر الفئات ذات الدخل المرتفع في الدول المتخلفة إلى الميل إلى الادخار بسبب الرغبة في تقليد مستوى المعيشة الغربي، وهو ما يؤدي إلى زيادة الميل للاستهلاك، وبالتالي نقصل الميل إلى الادخار.
  وقد كان الكاتب واقعياً حين أكد أن السبيل إلى التنمية هو التقشف والتضحية. وأنه مهما صدقت الجهود فإنه لا يمكن تحقيق الحد الأدني للاستثمار الذي يكفل الانطلاق نحو التنمية التلقائية دون الحصول على مساعدة الدول النامية، ذلك أن هذا الحد الأدن فوق طاقة الدول المتخلفة.
  وعموماً فإن الكتاب مفيد للغاية، وكما ذكر الكاتب بحق أن بعض التعقيدات التي قد يصادفها القارى مرجعها أساساً إلى تعقد النظريات.

لتحميل الكتاب من جوجل درايف: هنا

هناك تعليق واحد: