سوق المنافسة
الاحتكارية
المقدمة
تتأثر العملية التى
يتحدد من خلالها السعر وكمية الإنتاج إلى حد كبير بهيكل السوق . ويتألف السوق من
جميع البائعين والمشترين المحتملين لمنتج معين . ويشير مصطلح هيكل السوق إلى
البيئة التنافسية التى يعمل فيها البائعون والمشترون للمنتج . وهناك أربعة أنواع
مختلفة من هياكل السوق : فالمنافسة الكاملة على أحد طرفى نقيض ، والاحتكار على
الطرف الأخر ، وبينهما كل من المنافسة الاحتكارية ، واحتكار القلة
أما عن سوق المنافسة
الاحتكارية فهى حالة السوق عندما يكون هناك العديد من الشركات التى تقوم ببيع سلعة
متمايز غير متجانسة، وفى هذه الحالة يكون الدخول إلى الصناعة أو الخروج منها أمراً
سهلاً نسبياً فى المدى الطويل . ولذلك نجد أن منحنى الطلب الذى يواجهه المنافس
الاحتكارى ذو ميل سالب ، وإن كان ذا مرونة سعريه مرتفعة. ويتحقق أفضل مستوى إنتاج فى
المدى القصير عند النقطة التى يكون عندها الإيراد الحدي مساويا للتكلفة الحدية.
وكما هو الحال فى أشكال السوق الأخرى، يمكن للشركة العاملة فى إطار المنافسة
الاحتكارية تحقيق أرباح، أو الوصول إلى نقطة التعادل، أو حتى لتكبد الخسائر فى
المدى القصير . فإذا نجحت الشركة فى تحقيق الأرباح فسوف تقوم شركات أخرى بالدخول
فى السوق فى المدى الطويل، مما يؤدى إلى انحراف منحنى الطلب الخاص بكل شركة يساراً
(بانخفاض حصة الشركة فى السوق) حتى تصل جميع الشركات إلى نقطة التعادل . ولما كان
منحنى الطلب الذى يواجهه المنافس الاحتكارى ذا ميل سالب ، لذا يكون كل من السعر والتكلفة
المتوسطة أعلى نسبياً مما هما عليه فى ظل المنافسة الكاملة . ومن ثم تعمل كل شركة
بطاقة أكبر من حاجتها الفعلية ، وهو ما يسمح للمزيد من الشركات بالتواجد جنباً إلى
جنب فى السوق. وفى حالة المنافسة الاحتكارية قد تلجأ الشركة إلى زيادة تنوع
منتجاتها وزيادة نفقات المبيعات فى محاولة منها لزيادة الطلب على منتجاتها وجعله
أقل مرونة.
في هذه الحالة يوجد عدد
كبير من البائعين و المشترين يتعاملون في سلعة غير متجانسة، و لكن تعتبر وحدات
السلعة التي يبيعها كل منتج بديلاً قريباً جداً من الوحدات التي يبيعها المنتجون
الآخرون، و لكنها لا تصل إلى درجة البديل الكامل كما هو الحال في المنافسة الكامل[1].
خصائص سوق المنافسة
الاحتكارية
إن سوق المنافسة
الاحتكارية هي حالة وسط بين نموذجي المنافسية الكاملة والمنحتكار التام، وتتميز
سوق المنافسة الاحتكارية بالخصائص التالية[2]:
1. وجود عدد
كبير من المنتجين ولكن هذا العدد يعتبر أقل مما هو موجود في حالة المنافسة
الاكاملة. وهذه الميزة تمنح السوق صفة المنافسة.
2. تمايز
السلعه، أي المنتجون لا يبيعو سلعه واحدة متجانسة وإنما يبيعون سلعا متشابهه تعتبر
بديلا غير تام للأحري، أن هذا التمايز يعتبر عنصرا احتكاريا فكل منتج يستطيع فرض سيطرة جزئية على السعر عن غيره من المنافسين
بسبب تعلي تعلقهم بسلعته المتميزة فكلما زاد هذا التميز كلما اشتدت حدة العنصر
الاحتكاري لمشروع معين. وقد يكون هذا التميز على أساس ماركة مسجلة أو نوع الخدمة
أو نوع السلعه.
3. إن التمايز
بين السلع يتم من خلال طرق الدعايا والإعلان
4. حرية الدخول
والخروج من الصناعة
التوازن في سوق المنافسة
الاحتكارية
إن المشروع في ظل
المنافسة الاحتكارية يكون في توازن عندما تكون التكاليف الحدية مساوية للإيرادات
الحدية. أما شرط توازن الصناعة في هذه السوق فهو مساواة متوسط التكاليف الكلية مع
متوسط الإيراد.
عندما يستطيع المشروع أن
يميز سلعته بشكل واضح وجيد فانه سيحصل على أرباح اقتصادية احتكارية متمثلة
بالمساحة GPAE كما في الشكل (ب)
خاصة عندما تحقق
المشاريع أرباح اقتصادية احتكارية كما في الرسم (ب) وهذا سيشجع دخول مشاريع تنتج
سلعا متشابهة مما يؤدي إلى تقليص الطلب على منتجات المشروع الذي يحقق أرباح
اقتصادية احتكارية وبالتالي سينتقل منحنى الطلب (الإيراد المتوسط) إلى اليسار
ويتساوى مع متوسط التكاليف الكلية. وسينتج المشروع الكمية Q
التي يتساوى فيها الإيراد الحدى مع التكاليف الحدية في نقطة (N)
وسيعظم المشروع أرباحه في ذلك الحجم من الإنتاج. وكما يتساوى متوسط التكلفة الكلية
مع متوسط الإيراد في ذلك الحجم أيضا كما واضح في الشكل (أ)[3]
[1]
عز الدين آدم ذو النون، وخالد حسن البيلي، دور
سياسات حماية المستهلك ومنع الاحتكار في ظل الاقتصاد الحر واهم التجارب الدولية مع
دراسة خاصة للحالة السودانية، مجلة العلوم الاقتصادية العدد 7، 2016، http://www.sustech.edu/staff_publications/20161103074011686.pdf
[2] عمر
محمود العبيدي، مبادئ علم الاقتصاد، ص 78، http://qu.edu.iq/el/pluginfile.php/74551/mod_resource/content/0/11%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق