مؤسسة التمويل الدولية.. شريك التحول الاقتصادي في مصر وأفريقيا
في خطوة تعكس التزامها المتزايد بدعم التنمية في أفريقيا، تؤكد مؤسسة التمويل الدولية (IFC) – الذراع الاستثماري لمجموعة البنك الدولي المعني بالقطاع الخاص – دورها كمحرك رئيسي لتحفيز النمو الاقتصادي عبر تمكين القطاع الخاص، خاصة في مصر وأفريقيا جنوب الصحراء. وخلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، صرّح إثيوبيس تافارا، نائب رئيس المؤسسة لمنطقة أفريقيا، بأن IFC استثمرت نحو 9 مليارات دولار في مشاريع تنموية داخل السوق المصرية منذ بدء عملياتها في البلاد.
استراتيجية "IFC 2030": نظرة طويلة الأجل للتنمية
وضمن رؤيتها المستقبلية، أطلقت مؤسسة التمويل الدولية استراتيجية "IFC 2030"، التي تستند إلى أربع ركائز رئيسية تهدف إلى خلق الوظائف وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة:
-
الإقراض بالعملة المحلية: تستهدف المؤسسة تخفيف أعباء الديون على الشركات المحلية من خلال التوسع في التمويل بالعملات المحلية بدلاً من العملات الأجنبية، وذلك لتقليص مخاطر تقلبات أسعار الصرف وتحقيق استدامة مالية أكبر للشركات.
-
دعم القطاعات الحيوية: تشمل الطاقة، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، النقل، الزراعة، الرقمنة، والسياحة. وتُعد هذه القطاعات محركات رئيسية لتوليد فرص العمل، وتتمتع بإمكانات تنموية ضخمة في القارة.
-
تعزيز التجارة الإقليمية: من خلال تمويل التجارة البينية وكسر الحواجز التنظيمية والمادية، تسعى المؤسسة لتحفيز التكامل الاقتصادي داخل أفريقيا، وتحويل الأسواق المجاورة إلى فرص استثمارية حقيقية.
-
الاستثمار المباشر والشراكات: تركز المؤسسة على الدخول في شراكات طويلة الأجل مع شركات محلية من خلال تملّك حصص استراتيجية، بهدف تمكينها من التوسع على المستويين الإقليمي والدولي، مع مراعاة خصوصيات كل بلد.
مصر: أولوية إقليمية ومحور استراتيجي
أشاد تافارا خلال زيارته بنشاط السوق المصري والتزام الحكومة بتمكين القطاع الخاص، مؤكداً على استعداد المؤسسة لضخ نحو 1.2 مليار دولار خلال العام الجاري، مع التطلع إلى زيادته في العام المقبل.
تركّز المؤسسة على دعم الحكومة المصرية في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، خاصة في مشروعات تطوير وتشغيل المطارات بالشراكة مع القطاع الخاص، ضمن تصور متكامل لتطوير السياحة كمحرك للنمو الاقتصادي يشمل الفنادق، البنية التحتية، والخدمات المساندة.
كما تولي IFC اهتماماً متزايداً بتعزيز قطاع التصنيع والصناعات الإبداعية في مصر، واعتبارها مجالات واعدة قادرة على جذب الاستثمارات وتوليد وظائف نوعية، خاصة في ظل تحولات الاقتصاد الرقمي والإبداعي على مستوى العالم.
ختاما، تبرز مؤسسة التمويل الدولية كلاعب رئيسي في مسار التحول الاقتصادي في مصر وأفريقيا، من خلال استثمارات موجهة، وتمويل مبتكر، وشراكات استراتيجية مع القطاع الخاص. وبتنفيذ استراتيجية "IFC 2030"، تُعيد المؤسسة رسم خريطة التنمية الاقتصادية في القارة، ليس فقط عبر تمويل المشروعات، بل ببناء مؤسسات قادرة على الاستدامة والنمو الذاتي.
تعليقات
إرسال تعليق