الاثنين، 28 أغسطس 2017

تعرف على نظرية "مراحل النمو الاقتصادي" لوالت روستو




قدم الاقتصادي الشهير والت روستو عام 1960 نظرية مراحل النمو في كتابه "مراحل النمو الاقتصادي" وهذه النظرية عبارة عن مجموعة من المراحل الاقتصادية المستنبطة من المسيرة التنموية للدول المتقدمة، حيث حاول في هذه النظرية أن يضع الخطوات التي يجب على الدول النامية أن تتبعها للوصول إلى التقدم. ولقد لخص هذه الخطوات في خمسة مراحل وهي كالتالي:

مرحلة المجتمع التقليدي:
تكون الدولة في هذه المرحلة شديدة التخلف ويظهر في هذه المرحلة:
·        سيادة الطابع الزراعي التقليدي والصيد ذات الاكتفاء الذاتي.
·        انخفاض الإنتاجية.
·        ضألة متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي.
وهذه المرحلة تكون عادةً طويلة نسبيًا وبطيئة الحركة.

مرحلة التهيؤ للانطلاق:
وفي هذه المرحلة يحدث تغيرات على المستوى الاقتصادي:
·        زيادة معدل التكوين الرأسمالي.
·        بداية تخطي العمال في أنشطة معينة.
·        بداية ظهور القطاع الصناعي على جانب القطاع الزراعي.
·        ظهور الاستثمارات الاجتماعية ( بناء الطرقات والمواصلات ).
·        لكن مع ذلك كله يبقى نصيب الدخل الفردي منخفض لا يتجاوز حسب روستو 150 دولار سنويًا.

مرحلة الانطلاق:
تعتبر هذه المرحلة هي المنبع العظيم للتقدم في المجتمع وعندها يصبح النمو حالة عادية والشروط اللازمة لمرحلة الانطلاق:
·        ارتفاع الاستثمار الصافي من نحو 5 % إلى ما لا يقل عن 10 % من الدخل القومي.
·   تطوير بعض القطاعات الرائدة بمعنى ضرورة تطوير قطاع أو أكثر من القطاعات الصناعية الرئيسية بمعدل نمو مرتفع كشرط ضروري لمرحلة الانطلاق وينظر
روستو لهذا الشرط باعتباره العمود الفقري في عملية النمو وفيها تصنف الدولة
              على أنها ناهضة أو سائرة في طريق النمو.

مرحلة الاتجاه نحو النضج:
وعرفها روستو بأنها الفترة التي يستطيع فيها المجتمع أن يطبق على نطاق واسع التكنولوجيا
الحديثة، ويرتبط بلوغ الدول مرحلة النضج التكنولوجي بحدوث تغيرات أساسية:
·        تغير سمات وخصائص قوة العمل حيث ترتفع المهارات ويميل السكان للعيش في المدن.
·        تغير صفات طبقة المنظمين حيث يتراجع أرباب العمل ليحل محلهم المديرين الأكفاء.
وفي هذه المرحلة تعتبر الدولة متقدمة اقتصاديًا.

مرحلة الاستهلاك الكبير:        
وهي أخر مرحلة من مراحل النمو كما تصورها روستو تتصف هذه المرحلة باتجاه السكان نحو التركيز في المدن وضواحيها وانتشار المركبات واستخدام السلع المعمرة على نطاق واسع في هذه المرحلة يتحول اهتمام المجتمع من جانب العرض إلى جانب الطلب. وتكون الدولة فيها قد بلغت شوطًا كبيرًا من التقدم.

نقد النظرية:

أجمع الاقتصاديون على فشل هذه النظرية في أمرين: أولهما: إثبات صحة المراحل التاريخية، وثانيهما: في إمكانية انطباقها على دول العالم الثالث اليوم، يقدم روستو فهمًا بسيطًا يصور التخلف على أنه تأخر زمني لا أكثر ولا أقل، وبذلك يتجاهل فهم تاريخ الدول المتخلفة، زيادة على اعتباره البلدان النامية وكأنها طبقة أو فئة واحدة، وبصورة أكثر تحديدًا يفترض روستو أن كل هذه البلدان تتعرض لنفس المشاكل، وتعاني من نفس المعوقات، وتتطور تقريبًا بنفس الشكل في عمليتها التنموية؛ فروستو صوَّر لنا مراحل النُّمو الخمسة على شكل (محطة قطار) عن طريقها، وبالضرورة يجب أن تمر كل الدول السائرة في طريق النُّمو، زيادة على هذا فقد أغفل روستو ظرفًا هامًّا من الظروف المهيِّئة للانطلاق في الرأسمالية الغربية، وهو الاستعمار ونهب الثروات، الذي حققت عن طريقه مراحل ازدهارها وتقدمها، في الوقت الذي حرمها فيها الاستعمار من فرص تنمية ذاتها، زعمًا بأن الرأسمالية هي السبيل الوحيد للتنمية والازدهار.

هناك تعليق واحد: