ماذا تعرف عن منشأة "فوردو" النووية الإيرانية؟ ولماذا هي عصيّة على التدمير؟
في قلب الجبال الإيرانية قرب مدينة قُم، تقع واحدة من أكثر المنشآت النووية إثارة للجدل والتساؤلات على الساحة الدولية: إنها منشأة "فوردو" النووية، التي تُوصَف بأنها الحصن المحصَّن لبرنامج إيران النووي، والعائق الأكبر في وجه أيّ محاولة لتدميره.
ما هي منشأة فوردو النووية؟
"فوردو" هي منشأة لتخصيب اليورانيوم بُنيت على عمق نصف كيلومتر تحت الجبل، ويصعب الوصول إليها أو تدميرها حتى بأحدث الأسلحة التقليدية. وقد صُمّمت خصيصًا لتحمّل الضربات الجوية والصاروخية، مما يجعلها أقرب إلى "قلعة نووية" يصعب اقتحامها أو القضاء عليها.
لماذا تُعتبر فوردو عصيّة على التدمير؟
-
تحصين جيولوجي استثنائي: تقع المنشأة تحت صخور جبلية صلبة تجعل اختراقها شبه مستحيل دون استخدام قنابل خارقة للتحصينات.
-
عمق استثنائي: وجودها على عمق يزيد عن 60 مترًا تحت الأرض يُعقّد من أي محاولة لضربها بدقة من الجو.
-
حراسة مشددة: المنشأة محاطة بإجراءات أمنية مشددة وبأنظمة دفاع متطورة.
فوردو والبرنامج النووي الإيراني
تُعد "فوردو" من المنشآت النووية الرئيسية التي تُثير القلق الدولي، خصوصًا من قِبل إسرائيل والغرب، وذلك بسبب قدرتها العالية على تخصيب اليورانيوم.
وقد أشارت تقارير إلى أن إيران استخدمت مخزونًا من اليورانيوم عالي التخصيب بوزن يصل إلى 408 كيلوجرامات في منشأة فوردو، وهي كمية تكفي لإنتاج ما يصل إلى 9 قنابل نووية خلال 3 أسابيع فقط.
مصدر قلق دائم لإسرائيل
بحسب صحيفة فايننشال تايمز، فإن إسرائيل تعتبر "فوردو" بمثابة الجبل المحصَّن الذي لا يمكن تدميره بسهولة. وهي قلقة من أن هذه المنشأة قد تمنح إيران القدرة على تطوير سلاح نووي بعيدًا عن أعين المفتشين والمراقبة الدولية.
تحدٍ استراتيجي عالمي
ما يُميّز "فوردو" ليس فقط قدرتها على تخصيب اليورانيوم، بل موقعها وتصميمها الذي يُعقّد أي عملية عسكرية تستهدفها.
بل إن بعض التقديرات ترى أن "فوردو" قد تكون المنشأة الأخيرة التي تلجأ إليها إيران في حال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، كونها ملاذًا آمنًا ومحصنًا تحت الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق