تأثير العوامل الطبيعية على زراعة الحمضيات في القارة الأفريقية

عمرو خليل السعيد محمد فرج

المقدمة

 الحمضيات هي جنس من النباتات المزهرة من الفصيلة السذابية من رتبة الصابونيات. وتعد من أنواع الأشجار دائمة الخضرة، وقد تكون الحمضيات على شكل أشجار أو شجيرات، ويقصد بالحمضيات البرتقال، والليمون، والجريب فروت، والأترج، واليوسف أفندي، وهي ذات قيمةٍ غذائيةٍ كبيرةٍ، حيث أصبحت هذه الحمضيات تُزرع في مساحاتٍ واسعةٍ من العالم. وتحتوي الحمضيات على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين (C)، و(A)، و(B12)، و(B2)، و(B1)، وفيتامين السترين، كما تحتوي على الأحماض المختلفة، وعلى نسبة عاليةٍ من الألياف، والأملاح المعدنية مثل الماغنيسيوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، كما تحتوي على الفسفور، والبروم، والكلور، واليود، والصوديوم، والنحاس، والحديد، وتمد الحمضيات الجسم بالسكريات قليلة الدهون، كما تساعد على زيادة كفاءة عمل جهاز المناعة ضد الأمراض.

    وقد تزايد الإنتاج والاستهلاك الكلي للفواكه الحمضية بشكل كبير منذ 1980، حيث يقدر الإنتاج السنوي الحالي للفواكه الحمضية بما يزيد على 70 مليون طن، أكثر من نصف هذا الانتاج من فاكهة البرتقال. وبحسب ما ذكره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن زيادة إنتاج الفواكه الحمضية يرجع إلى زيادة مساحات الزراعة، وتطور النقل والتعبئة، وارتفاع الدخل، وتفضيل المستهلك للطعام الصحي.

أهمية البحث

     تحتل زراعة الحمضيات في العديد من الدول الأفريقية أهمية كبرى، نظراً لزيادة حجم الإنتاج في الفترة الأخيرة وبالتالي تصديرها للخارج، مما يساهم في زيادة صادرات الدول الأفريقية للخارج. ولهذا تأتي أهمية هذا البحث في التعرف على المناطق التي يتم زراعة الحمضيات بها، وتأثير العوامل الطبيعية من المناخ والتربة والتساقط...إلخ على هذه المحصولات الحمضية.

الإشكالية البحثية

   يحاول هذا البحث الإجابة على التساؤلين الآتيين:

1)    ما هي الأماكن المناسبة في القارة الأفريقية لزراعة الحمضيات؟

2)    هل تؤثر العوامل المناخية المختلفة على الإنتاج والإنتاجية للحمضيات؟

أهداف البحث

   يحاول هذا البحث تحقيق الأهداف التالية:

1)    تحديد أهم العوامل الطبيعية التي تؤثر على زراعة الحمضيات.

2)    رصد وتحليل الناتج والإنتاجية الزراعية من الحمضيات خلال الفترة من (2000 – 2014).

فروض البحث:

1)    تؤثر العوامل الطبيعية بصورة كبيرة على زراعة الحمضيات في القارة الأفريقية.

2)    الحمضيات تحتاج إلى المناخ الدافئ المعتدل، لهذا فهي تزرع في المناطق المعتدلة المناخ.

3)    تزايد الإنتاج والإنتاجية من الحمضيات خلال السنوات الأخيرة.

المنهجية ومصادر البيانات

   يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي في رصد وتحليل المعلمات الخاصة بزراعة الحمضيات في القارة، مع استخدام بعض الرسوم البيانية والجداول الإحصائية لتوضيح مدى تطور الإنتاج خلال السنوات الآخيرة.

الدراسات السابقة

أولاً: دراسات باللغة العربية:

1-      كتاب أ.د السعيد البدوي و د. فتحي الشرقاوي، دراسة طبيعية وبشرية في أفريقيا، (القاهرة: الشركة العربية للطباعة والنشر والتوزيع،2011)، وقد تناول الكتاب الأقاليم المناخية في القارة وتأثيرها على النبات الطبيعي، وقد اعتمد المؤلفان على المنهج الوصفي مع استخدام بعض الخرائط والجداول لعرض البيانات، وتوصل المؤلفان إلى أن التنوع المناخي في القارة يؤثر بصورة كبيرة على الأقاليم النباتية فيها.

ثانياً: دراسات باللغة الأجنبية

1-      “African Organic Agriculture Training Manual - CITRUS”, (2011), FiBL, Research Institute of Organic Agriculture, Switzerland, www.fibl.org.

http://www.organic-africa.net/fileadmin/documents-africamanual/training-manual/chapter-09/Africa_Manual_M09-21-low-res.pdf

وقد تناولت تلك الورقة البحثية كيفية زراعة الحمضيات، من خلال عرض المناخ المناسب لزراعة الحمضيات، وكذلك التربة المناسبة، مع عرض لكيفية تحسين البذور المستخدمة لضمان زيادة الإنتاجية. كما أشارت الورقة إلى كيفية التسويق الأمثل للمحصولات الحمضية، وقد اعتمدت الورقة على مجموعة من الرسوم التوضيحية لتسهيل عرض الأفكار.

أولاً: العوامل المناخية المناسبة لزراعة الحمضيات:

1)    تأثير درجة الحرارة:

   تحتاج الحمضيات إلى مناخ خال من الصقيع حيث يمكن اعتبار درجة الصفر المئوي وما تحتها من الدرجات الضارة لأشجار الحمضيات إذا تعرضت لهذه الدرجات مدة طويلة، وتعتبر طول الفترة التي تتعرض خلالها الأشجار لانخفاض درجة الحرارة عاملاً هاما في تحديد درجة الضرر التي تصيبها[1].

2)    تأثير الرطوبة:

   إن انخفاض الرطوبة النسبية يساعد على زيادة الضرر الناتج عن ارتفاع الحرارة مؤدياً إلى زيادة النتح وعدم مقدرة الجذور على امتصاص الماء مما ينتج عنه اختلال التوازن المائي ويبدأ عندها النبات بالتخلص من بعض الأعضاء للإبقاء على حياته فيحدث تساقط للأزهار والثمار الصغيرة وجفاف الأفرع القمية والأوراق والنموات الحديثة واحتراق المناطق المعرضة من قشرة الثمرة وينتج عنه انخفاض في قيمتها الاقتصادية وخسارة كبيرة في المحصول.

3)    تأثير الضوء:

   تعتبر الحمضيات من نباتات النهار القصير ولكن يمكن أن تصبح من نباتات النهار الطويل إذا قدمت لها العناية اللازمة من ري وتسميد ويعتبر الضوء من أقل العوامل الجوية تأثيراً على مدى نجاح زراعة الحمضيات. وبشكل عام تحتاج شجرة الحمضيات لشدة إضاءة معتدلة وأن لا تقل عن 70% ودرجة حرارة يومية متوسطة من 15-16 م° في فترة النمو الشديد للطرود والثمار، حيث يتأثر النمو والإثمار كلما زادت شدة الإضاءة وإن قلة الضوء التي تنتج عن تكاثف الأشجار وعدم تقليمها وعدم وصول الضوء إلى قلب الشجرة يمنع الإزهار داخل الشجرة. إذاً لابد من تأمين الضوء لقلب الشجرة بالتقليم وإزالة الأفرع المتشابكة والمزدحمة لتكوين الأزهار على كافة أفرع الشجرة.

4)    تأثير الرياح:

   تعتبر الرياح من العوامل الهامة في نجاح زراعة الحمضيات وخاصة في المناطق التي تتعرض لرياح الخماسين كمنطقة المتوسط والرياح التي ترتفع فيها الرطوبة النسبية أقل ضرراً من الرياح الجافة والساخنة وينعكس ضررها بعدة صور، منها سقوط الأوراق والأزهار الثمار وتكسير الأفرع وقد تؤدي على اقتلاع الأشجار في المناطق ذات التربة الخفيفة ويزداد ضررها إذا ماهبت الرياح عقب الري مباشرة. وكذلك الاختلال في التوازن المائي للأشجار يسبب زيادة النتح الناتج عن سرعة مرور الرياح على الأسطح. ويزداد هذا الضرر كلما كانت الرياح جافة وساخنة مما يؤدي إلى امتصاص الأشجار للماء من الثمار وبالتالي تكوين طبقة انفصال في الثمرة.

ثانياً: الأقاليم المناخية المناسبة لزراعة الحمضيات في أفريقيا:

     يعد النبات الطبيعي نتيجة تضافر عوامل مختلفة وهي العامل المناخي ونوعية التربة بالإضافة إلى عامل الإنسان والحيوان. فنجد أثر العامل المناخي واضحاً في نوعية النبات الطبيعي، ويتجلي هذا في أن النباتات الصحراوية تغطي نحو 39% من مساحة القارة، وذلك لسيادة الظروف الصحراوية. كذلك تحتل النباتات شبه الجافة حوالي 40% أخرى، بينما لا تمثل الغابات أو الحياة الشجرية سوى ما يزيد قليلاً عن 21% من مساحتها[2].

      وتتميز القارة الأفريقية بالتنوع المناخي، ونتيجة لذلك فإن القارة تشهد زراعة العديد من المحصولات ومنها الحمضيات والموالح [3]، حيث تحتاج الحمضيات إلى المناخ الدافئ المعتدل، بينما لا تتحمل الحمضيات المناطق الباردة. لذا فإن الحمضيات يتم زراعتها في النطاقات ذات درجات الحرارة المعتدلة، وهي تتوافر عبر القارة في ثلاثة نطاقات هي نطاق البحر المتوسط، ونمط شرق أفريقيا، حيث توجد المرتفعات، وكذلك في النطاق المداري شبه المطير حيث توجد هضاب وسط وجنوب القارة. انظر الخريطة (1).

     وفيما يلي عرض النطاقات المناخية الثلاثة التي تناسب زراعة وإنتاج الحمضيات:

1)    إقليم البحر المتوسط  Mediterranean climate:

     يشغل أقصى شمال القارة في مرتفعات الأطلس والمناطق الساحلية وأقصى جنوب غرب القارة في مرتفعات الكاب. حيث يقع هذا الإقليم بين 30 إلى 40 درجة شمالاً وجنوباً. ويتميز هذا الإقليم بارتفاع الحرارة والجفاف صيفا واعتدال الحرارة وكثرة الأمطار شتاء وتتراوح كمية الأمطار الساقطة بين 50-150 سم سنويا ويعود الاختلاف إلى طبيعة التضاريس ففي سفوح أطلس المواجهة لهبوب الرياح تسقط كميات تصل إلى 150 سم سنويا وبسقوط الثلوج على القمم في حين ان مساحة واسعة لا يتجاوز كمية الأمطار الساقطة عليها 50 سم فقط وأهمية هذه الكمية على قلتها يكون كبيرا بالنظر لسقوطها في الفصل البارد مما يزيد من قيمتها الفعلية فهي تكفي لزراعة انواع المحاصيل الزراعية خاصة الحبوب التي تعتمد على الأمطار بالدرجة الاساس في حين يعتمد السكان على الرعي في الفصل الجاف . أما في إقليم الكاب فتعرض أقصى جنوب غرب القارة للرياح الغربية وهو إقليم مشابهة لمناخ الأطراف الشمالية من القارة. أما النباتات فهي متباينة ففي المناطق الغزيرة الأمطار تظهر الغابات المختلفة التي تسود فيها اشجار الفلين والجوز والبلوط وغيرها الا ان المناطق المعتدلة الأمطار تنمو فيها الحشائش القصيرة الصالحة في اعقاب سقوط الأمطار .أما التربة الخاصة بالإقليم فهي عبارة عن تكوينات عضوية وبالتالي هي تربة ليست بالحمراء ولا بالصفراء، وانما تربة ذات لون "بني فاتح".

خريطة (1) الأقاليم المناخية بقارة أفريقيا

       المصدر: السعيد البدوي: دراسة طبيعية وبشرية في أفريقيا،  2011. ص 119.

2)    إقليم المناخ الاستوائيEquatorial Climate - نمط شرق أفريقيا:

            ويشمل مرتفعات شرق افريقيا في اثيوبيا وكينيا واوغندا. فعلى الرغم من وقوعها في منطقة يمر بها خط الاستواء نجد أنها مناطق معتدلة تنخفض فيها درجات الحرارة، وذلك بسبب ارتفاعها عن مستوى سطح البحر لوجود المرتفعات بها. ونظراً لوجود هذه المرتفعات في شرق أفريقيا فإنها تساهم في جعل المناخ دافئ في فصل الفصاء، مما يساهم في توفير عوامل طبيعية ملائمة لزراعة الحمضيات والموالح.

3)    المناخ المداري شبه المطير (شبه الجاف) A semi-arid climate:

     ويشمل هذا النمط هضاب وسط وجنوب القارة والتي تحيط بها المياه من الشرق والغرب والجنوب، لذلك تعمل التأثيرات المحيطية على تعديل درجات الحرارة وتتوغل الرياح المحملة ببخار الماء إلى الداخل أكثر منها في الشمال، هذا فضلاً عن ارتفاع الهضبة الكبير، مما يساهم في تعديل درجات الحرارة للتناسب مع زراعة الحمضيات والموالح، حيث لا تتعدي درجة الحرارة عن 27 درجة مئوية في أشد الشهور حرارة. ومن أمثلة الدول التي تزرع الحمضيات في هذا المناخ هي جنوب أفريقيا وزيمبابوي[4].

          وتوضح خريطة (2) إنتاج الحمضيات في القارة الأفريقية، حيث يتضح أن الدول الأكثر انتاجاً والتي تنتج أكثر من 710 ألف طن هي (مصر، نيجريا، الجزائر، جنوب أفريقيا، وغانا). بينما الدول التي تنتج أقل من 1561 طن هي ( بوتسوانا، الكاميرون، الجابون).

خريطة (2) إنتاج الحمضيات في القارة

                 المصدر: منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) – 2013.

ثالثاً: الإنتاج والإنتاجية للحمضيات في قارة أفريقيا:

          تعد الحمضيات وبخاصة الفواكة الحمضية Citrus fruits هي الأعلى قيمة من بين محاصيل الفاكهة في التجارة العالمية. ويوجد سوقان رئيسيان لتجارة الحمضيات هي، سوق الفاكهة الطازجة وسوق المنتجات مثل عصير البرتقال. ويعتبر البرتقال المصدر الرئيسي لهذه التجارة. وتتركز مناطق الإنتاج الرئيسية للحمضيات في دول البحر الأبيض المتوسط كذلك جنوب الصين وجنوب الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وأستراليا والمكسيك وأجزاء من أمريكا الجنوبية.

         ويتم إنتاج الحمضيات في معظم دول العالم، فبحسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أنه في عام 2004 وُجدت 140 دولة منتجة للفواكة الحمضية. حيث يتم إنتاج 70% تقريبا من الانتاج العالمي للفواكة الحمضية في نصف الكرة الشمالي، تحديداً في الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط والولايات المتحدة، كما أن البرازيل تعد أحد أكبر منتجي الفواكة الحمضية.

          وكما يتضح من الجدول (1) فإن أفريقيا تساهم في الإنتاج العالمي للحمضيات بما يقارب 18.5 مليون طن من الحمضيات أي نسبة 4% تقريباً من الإنتاج العالمي الذي يصل إلى 137 مليون و 845 ألف طن تقريباً، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة من منظمة الزراعة العالمية لعام 2014. ويوضح الجدول (1) الإنتاج والإنتاجية والمساحة المحصودة لزراعة الحمضيات في القارة الأفريقية خلال الفترة من 2000 إلى 2014.

جدول (1) الإنتاج والإنتاجية والمساحة المحصودة للحمضيات في أفريقيا (2000 – 2014)

السنة	الإنتاج/ الطن	المساحة المحصودة/ الهكتار	الإنتاجية/ الطن
2000	11513968	1363869	8.44
2001	11543925	1377352	8.38
2002	12046557	1382806	8.71
2003	12580974	1389681	9.05
2004	12568409	1391598	9.03
2005	13146315	1398907	9.40
2006	13763306	1438765	9.57
2007	13548343	1437782	9.42
2008	13952638	1422294	9.81
2009	15441765	1507456	10.24
2010	15328361	1562436	9.81
2011	16516556	1602619	10.31
2012	17102221	1637863	10.44
2013	17381209	1677607	10.36
2014	18663682	1673063	11.16

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، 2016.

          ويتضح من الشكل (1) أن إنتاج الحمضيات ظل في تزايد مستمر خلال الـ 14 سنة، حيث ارتفع من 11.5 مليون طن تقريباً في عام 2000 إلى 18.6 مليون طن تقريباً في عام 2014 أي بنسبة 68% خلال هذه السنوات. حيث شاركت مجموعة من الأسباب في زيادة الإنتاج منها استخدام التكنولوجيا الحديثة في بعض دول القارة مثل مصر وجنوب أفريقيا في الزراعة وكذلك استخدام البذور المحسنة وراثياً، مع مكافحة الآفات التي تصيب المحصولات الحمضية.

شكل (1) إنتاج الحمضيات في أفريقيا (2000 - 2014)

المصدر: من إعداد الباحث بالإعتماد على بيانات منظمة الفاو، 2016.

          أما من حيث الدول المنتجة للحمضيات، فكما يوضح الجدول (2) تأتي مصر على رأس هذه الدول، فوفقاً للبيانات الصادرة من منظمة الأغذية والزراعة العالمية لعام 2016، فقد انتجت مصر في عام 2014 ما يقارب 4.4 مليون طن من الحمضيات، تليها نيجريا بما يقارب 3.7 مليون طن، وتأتي جنوب أفريقيا في المرتبة الثالثة بإنتاج ما يقارب 2.7 مليون طن. ونظراً لوقوع كل من مصر وجنوب أفريقيا في نطاق إقليم البحر المتوسط فإن العوامل الطبيعية تصبح مناسبة لإنتاج الحمضيات بكفاءة عالية. كذلك فإن وجود بعض الهضاب في نيجريا مثل هضبة جوس والمرتفعات الغربية تساهم في توفير المناخ المناسب لإنتاج الحمضيات.

          بينما نجد أن دول مثل مورشيوس والكاميرون وسيشل ينخفض إنتاج الحمضيات بها، نظراً لعدم ملائمة العوامل الطبيعية في هذه المناطق لإنتاج الحمضيات. فعلى سبيل المثال تقع الكاميرون ضمن الإقليم الإستوائي Equatorial Climate  الذي يتسم بالحرارة الدائمة والأمطار المستمرة طيلة العام، الأمر الذي لا يتناسب مع الحمضيات التي تحتاج إلى أمطار شتوية فقط ودرجة حرارة معتدلة قريبة للدفيئة.

جدول (2) الدول الأفريقية المنتجة للحمضيات (2014) مرتبة حسب الإنتاج

م	الدولة	الإنتاج/ بالطن	المساحة المحصودة/ بالهكتار	الإنتاجية/ بالطن
1	مصر	4404979	185217	237828
2	نيجيريا	3783826	791524	47804
3	جنوب أفريقيا	2715212	77615	349829
4	المغرب	2231305	115203	193684
5	الجزائر	1271550	59596	213361
6	غانا	736630	24540	300175
7	سودان	590987	47265	125037
8	تونس	466809	37850	123331
9	تنزانيا	451762	50713	89083
10	كينيا	294157	43466	67674
11	أنغولا	268935	27514	97743
12	غينيا	231538	43538	53180
13	الكونغو الديموقراطية	189531	12330	153711
14	زيمبابوي	139620	19445	71801
15	سيرا ليون	105246	18446	57056
16	ساحل العاج	103832	10212	101677
17	مدغشقر	101407	15870	63900
18	سوازيلاند	97527	12009	81210
19	ليبيا	78351	7737	101271
20	موزمبيق	66330	14429	45970
21	مالي	53021	7561	70124
22	أثيوبيا	51888	7799	66532
23	السنغال	50000	7015	71279
24	افريقيا الوسطى	34238	7332	46694
25	الصومال	24265	3891	62357
26	رواندا	22552	5835	38646
27	جنوب السودان	16000	1800	88889
28	الكونغو	14666	2041	71870
29	بنين	14321	5310	26970
30	توغو	13977	3029	46137
31	غينيا بيساو	10758	2001	53755
32	ليبيريا	8136	2256	36070
33	زامبيا	4272	990	43166
34	ملاوي	2604	456	57045
35	جيبوتي	2447
36	ناميبيا	2264	235	96504
37	بوركينا فاسو	1453	231	63017
38	الغابون	1305	233	56055
39	بوتسوانا	675	145	46639
40	موريشيوس	615	190	32295
41	الكاميرون	154
42	سيشيل	93	7	143008

      المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على بيانات منظمة الفاو – 2016.

         ويوضح الجدول (3) إنتاج القارة من الأنواع المختلفة من الحمضيات، فحسب البيانات الصادرة من منظمة الأغذية والزراعة، فإن البرتقال يأتي في المرتبة الأولى من حيث الإنتاج بما يقارب 9 مليون طن، يليه اليوسفي بما يقارب 2.7 مليون طن، ثم الليمون والليمون الحامض بما يقارب 1.2 مليون طن.

جدول (3) الحمضيات حسب الإنتاج في أفريقيا – 2014

الإنتاج/ بالطن	الحمضيات (حسب النوع)
9111638	البرتقال
4783218	الفواكه الحمضية (عدا المذكورة)
2658947	اليوسفي (بجميع أنواعه)
1256244	الليمون والليمون الحامض
853635	الجريب فروت (بجميع أنواعه)
18663682	المجمــــــــــــــوع

                           المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على بيانات منظمة الفاو – 2016.

رابعاً: الإمكانات المستقبلية للحمضيات في أفريقيا:

      لقد تزايد الإنتاج والاستهلاك الكلي للحمضيات بشكل كبير منذ عام 1980، حيث يقدر الإنتاج السنوي لعام 2014 من الحمضيات ما يقارب 137.8 مليون طن، أكثر من نصف هذا الانتاج من فاكهة البرتقال. وبحسب ما ذكره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن زيادة إنتاج الفواكة الحمضية يرجع إلى زيادة مساحات الزراعة، وتطور النقل والتعبئة، وارتفاع الدخل، وتفضيل المستهلك للطعام الصحي.

         ومن بين المحاصيل البستانية، زاد إنتاج الحمضيات زيادة ملحوظة في 1999 حيث انتعش الإنتاج من المستويات المنخفضة التي كان عليها في الموسم السابق في كثير من البلدان المنتجة وخاصة الولايات المتحدة ومعظم بلدان البحر المتوسط والصين. ولذا، ارتفعت الصادرات العالمية من الحمضيات الطازجة وخاصة في أكبر منطقتين للإمدادات في العالم وهما حوض البحر المتوسط والولايات المتحدة. وهناك بعض الاستثناءات من هذا الاتجاه التصاعدي في الصادرات وخاصة في جنوب أفريقيا وإسرائيل والمكسيك. وانخفضت أسعار الجملة للبرتقال الطازج في الأسواق الرئيسية عن المستويات المرتفعة نسبيا التي كانت عليها في الموسم السابق. وكان الانخفاض شديدا بصورة خاصة في الولايات المتحدة واليابان حيث كانت الأسعار مرتفعة عن المعتاد نتيجة لانخفاض الإنتاج في الموسم السابق في كاليفورنيا التي هي منطقة الإمدادات المعتادة لهذه الأسواق[5].

      وخلال السنوات الماضية ارتفعت نسبة الصادرات من الحمضيات عبر القارة الأفريقية، حيث تعد دولة جنوب أفريقيا من أكثر الدول الأفريقية تصديراً للحمضيات بما يقارب مليون و674 ألف طن وذلك خلال عام 2013. ثم تليها مصر بتصدير ما يقارب مليون و181 ألف طن تقريباً.

جدول (2) صادرات الحمضيات للدول الأفريقية الأكثر إنتاجاً منذ عام 1989 حتى عام 2013.

الدولة/ السنوات	1989/90	1999/00	2007/08	2008/09	2009/10	2010/11	2011/12	2012/13	2013/14
جنوب أفريقيا	٣٩٨	٦١٩	١٤٤٥	١٣١١	١٤٩٠	١٤٢٥	١٥٢٥	١٦٤٣	١٦٧٤
مصر	١٦٤	٢٢٨	٥٦٠	٨٥١	٩٢٨	٨٥٦	٩٢٤	١٠٧٣	١١٨٢
المغرب	٥٥٧	٥٤٣	٥٢٩	٤٨٤	٤٩١	٥٣٠	٤٩١	٣٩٥	٥٨٥
تونس	٣٥	٢٢	٢٠	٢٣	٢٦	٢٣	١٨	٢١	٢١
العالم	٧٢٩٧	٩٠٠٧	١٢٩٦٧	١٣٦٤٢	١٤٤٤٣	١٥٠٥٢	١٥١١٩	١٥١٨١	١٥٠٢٣

المصدر: تم تجميعه من قبل الباحث بالإعتماد على بيانات منظمة الفاو لعام 2016.                                  القيم: بالألف طن

     وتساهم القارة الأفريقية بما يقارب 23% من صادرات العالم من الحمضيات وذلك خلال عام 2013. ويتضح من الرسم البياني التالي تطور صادرات بعض الدول الأفريقية من الحمضيات منذ عام 1989 حتى عام 2013. حيث يتضح أن صادرات الأربع دول قد ارتفعت  خلال تلك السنوات بصورة مستمرة. مما يؤكد أن القارة لديها مستقبل جيد في إنتاج وتصدير الحمضيات.

خامساً: الخاتمــــــــــــــــة:

         إن النبات الطبيعي هو نتاج مجموعة من العوامل الطبيعية مثل الحرارة والأمطار والتربة، وكذلك مجموعة من العوامل البشرية مثل عدد السكان ومدى خبرتهم وكذلك مدى توافر وسائل النقل والمواصلات، وقد اقتصر هذا البحث على مجموعة العوامل الطبيعية التي تؤثر على إنتاج النبات الطبيعي.

         وبصفة عامة يمكن القول أن القارة الأفريقية تتمع بإمكانات هائلة سواء على صعيد النواحي الطبيعية أو النواحي البشرية، لكن المشكلة الكبرى تكمن في طريقة إدارة هذه الإمكانات بما يتلائم مع ظروف القارة، إذ يجب الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة ومد المزيد من طرق النقل ووسائل المواصلات والسكك الحديدية، مع الاهتمام بمكافحة الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان وكذلك النبات.

         وقد توصل هذا البحث إلى أن القارة الأفريقية لديها إمكانات جيدة فيما يتعلق بإنتاج وتصدير الحمضيات، حيث ارتفعت نسبة إنتاج الحمضيات خلال السنوات الأربعة عشر من 2000 إلى 2014 بأكثر من النصف. كما زادت نسبة الصادرات من الحمضيات كذلك خلال هذه الفترة.

         لهذا يمكن القول أن القارة الأفريقية لديها مستقبل جيد فيما يتعلق بإنتاج وتصدير الحمضيات إلى دول العالم الأخرى. لذا من الضروري على الدول الأفريقية أن تتوسع في الصناعات التي تعتمد على هذه الحمضيات مثل صناعات التعبئة والتعليب وكذلك صناعة العصائر، إذ أن تصنيع الحمضيات سوف يزيد من عوائد الدول المنتجة أكثر من مجرد تصديره في شكله الطبيعي.

سادساً: المـــــــــــلاحق:

جدول (1) صادرات العالم من الحمضيات منذ عام 1989 حتى عام 2014

القيم: بالألف طن

المصدر: تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لعام 2016.

جدول (2) واردات العالم من الحمضيات منذ عام 1989 حتى عام 2014.

القيم: بالألف طن

 

 المصدر: تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لعام 2016.

المراجع

أولاً: المراجع العربية:

أ‌)       كتب:

1-    أبو القاسم صالح وآخرون: جغرافية العالم للصف التاسع من التعليم الأساسي (طرابلس: مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية، 2015).

2-    السعيد البدوي وفتحي الشرقاي: دراسة طبيعية وبشرية في أفريقيا (القاهرة: الشركة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، 2011)

3-    فاروق عبدالجواد شويق وآخرون: الموسوعة الأفريقية – المجلد الأول – الجغرافيا (القاهرة: معهد البحوث والدراسات الأفريقية، 1997).

ب) تقارير:

4-    وزارة الزراعة الفلسطينية: أصول الحمضيات ومواصفاتها، 2012 (الضفة الغربية، وزارة الزراعة، 2012).

ج) مواقع إنترنت:

5-    منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، التطورات في التجارة الزراعية والمؤشرات الاقتصادية العالمية، عبر الرابط:    
http://www.fao.org/docrep/MEETING/003/X9238A.HTM

ثانيا: المراجع الأجنبية:

A) Reports:

1.     Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO), Intergovernmental Group on Citrus Fruits - citrus fruit statistics ( Roma: FAO,2016).

http://www.fao.org/3/a-i5558e.pdf

2.     Research Institute of Organic Agriculture, African Organic Agriculture Training Manual- CITRUS (Switzerland: Research Institute of Organic Agriculture,2011)

http://www.organic-africa.net/fileadmin/documents-africamanual/training-manual/chapter-09/Africa_Manual_M09-21-low-res.pdf