مشاركة مصر في المنتدى الأكاديمي السابع عشر لتجمع "بريكس" في البرازيل
شهدت العاصمة البرازيلية برازيليا انعقاد المنتدى الأكاديمي السابع عشر لتجمع "بريكس" (FABRICS)، وذلك في إطار اللقاءات التحضيرية لقمة "ريو دي جانيرو"، وقد شاركت مصر بوفد رسمي رفيع المستوى ممثلًا في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء. تأتي هذه المشاركة لتؤكد رغبة مصر الجادة في توسيع نطاق تعاونها مع القوى الاقتصادية الصاعدة عالميًا، وفي مقدمتها مجموعة بريكس، والتي باتت تُشكّل محورًا هامًا لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.
جدول أعمال المنتدى: قضايا تمس الواقع العالمي
تناول المنتدى ست جلسات نقاشية رئيسية تمحورت حول قضايا عالمية استراتيجية؛ منها: التعاون الصحي بين دول البريكس، حوكمة الذكاء الاصطناعي، التغير المناخي، السلام متعدد الأطراف، التجارة والاستثمار، وأخيرًا التنمية المؤسسية. وقد سعت مصر، من خلال مشاركتها الفاعلة في هذه الجلسات، إلى إبراز جهودها الوطنية في هذه المجالات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة.
وحدة البريكس: إطار مؤسسي للتكامل
سلّط الوفد المصري الضوء على تأسيس "وحدة البريكس" داخل رئاسة مجلس الوزراء كمظلة تنظيمية تعمل على توحيد الجهود الوطنية وتسهيل اندماج مصر في آليات عمل المجموعة، وذلك بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص. تهدف هذه الوحدة إلى تسريع تبني السياسات المشتركة، وتحقيق استفادة قصوى من المبادرات الاقتصادية والتمويلية التي تطلقها المجموعة.
دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: مقاربة مصرية مبتكرة
قدّمت مصر رؤية متكاملة لدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من خلال تبني أدوات رقمية وتمويلية حديثة. وركزت الورشة التي ناقشت هذا الموضوع على أهمية دمج هذه المشروعات في سلاسل القيمة العالمية، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال الحلول التكنولوجية، مما يعزز فرصها للنمو والوصول إلى الأسواق الدولية.
مواءمة السياسات التجارية مع التغير المناخي
طرحت مصر مبادرة للتعاون في مجال التجارة المستدامة، حيث تم التأكيد على ضرورة مواءمة السياسات التجارية مع الالتزامات المناخية وفق اتفاقية باريس، بما يضمن عدالة بيئية واقتصادية في الوقت نفسه. وناقشت الوفود المشاركة الآليات التي يمكن من خلالها دعم التجارة الخضراء داخل التكتل.
تقرير التعاون: خارطة طريق لمستقبل البريكس
أُطلق في ختام المنتدى تقرير أولي حول آليات التعاون داخل البريكس، متضمنًا أكثر من 180 آلية تعاون بين دول التكتل. وقد وجّه الدكتور مصطفى مدبولي بترجمة التقرير إلى اللغة العربية وتوزيعه على كافة الوزارات المصرية بهدف استكشاف سبل التعاون الفعالة.
أهمية المشاركة المصرية
تعكس هذه المشاركة رغبة مصر في الانخراط الفاعل في الاقتصاد العالمي الجديد الذي يتشكّل حاليًا، والاستفادة من إمكانات البريكس في التمويل والبنية التحتية والنفاذ إلى الأسواق. كما تُمثل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الشراكات متعددة الأطراف التي تتكامل مع خطط التنمية الوطنية.
تعليقات
إرسال تعليق