مصر تتقدم عالميًا في تصنيف البيئة الداعمة للشركات الناشئة: قراءة في فرص الاستثمار وريادة الأعمال

حققت مصر مؤخرًا تقدمًا ملحوظًا في مؤشر البيئة الداعمة للشركات الناشئة (Startup Ecosystem Index)، متقدمة خمس مراتب على المستوى العالمي، وواحدة من أعلى القفزات إقليميًا، وتحتل مدينة القاهرة المركز 90 عالميًا من بين 1473 مدينة تم تقييمها، والمركز الثالث أفريقيًا – وهي قفزة تُبرز المكانة المتنامية للقاهرة كسوق واعد لريادة الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ما هو مؤشر النظام البيئي للشركات الناشئة؟

يعتمد المؤشر على تحليل بيئة الأعمال في أكثر من 100 دولة، ويقيس عدة أبعاد رئيسية منها:

• مستوى التمويل المتاح للشركات الناشئة

• البيئة التنظيمية والقانونية

• البنية التحتية الرقمية

• رأس المال البشري

• فرص النمو والتوسع الإقليمي والعالمي

تعد القاهرة، وفق هذا التصنيف، من بين أفضل 90 مدينة عالميًا تدعم منظومة ريادة الأعمال، متقدمة من المركز 180 في عام 2021 إلى المركز 90 في 2025.

دلالات التقدم المصري: ما الذي تغير؟

يشير هذا التقدم إلى عدة تحولات إيجابية في الاقتصاد المصري، من أبرزها:

• ازدهار بيئة ريادة الأعمال، مدفوعة بنمو عدد الحاضنات والمسرّعات مثل Flat6Labs وغيرها

• تحسن الوصول إلى التمويل المبكر، من خلال صناديق رأس المال المغامر الجديدة مثل F6 Ventures

• دعم حكومي وتشريعي متزايد لتسهيل تأسيس الشركات وتقليل القيود الإدارية

• زيادة التوجه نحو التحول الرقمي والشمول المالي، ما يسهل دخول السوق للشركات التكنولوجية الناشئة

أبرز ما جاء بالمؤشر 

دخلت القاهرة قائمة أفضل 90 مدينة عالميًا في مؤشر بيئة ريادة الأعمال للمرة الأولى.
• مصر تقدمت مركزًا واحدًا عالميًا لتحتل المرتبة 65، مواصلة بذلك عامها الثاني على التوالي من التقدم في التصنيف.
• على المستوى الإفريقي، صعدت مصر مركزين لتحتل المرتبة الثالثة، وهو أعلى تصنيف إقليمي لها منذ انضمامها إلى قائمة أفضل خمس دول إفريقية في عام 2021.
• واصلت مصر تصدرها لدول شمال إفريقيا منذ عام 2021، حيث بلغ إجمالي نقاطها ما يعادل 2.7 مرة أكثر من تونس صاحبة المركز الثاني إقليميًا. وقد سجلت مصر هذا العام ثاني أعلى معدل نمو في المنطقة.

• ضمّت مصر مدينتين في قائمة أفضل 1000 مدينة عالميًا، وكلاهما أظهر مؤشرات نمو إيجابية.
• لا تزال بيئة ريادة الأعمال في مصر متمركزة بشكل كبير في القاهرة، التي بلغ مجموع نقاطها ما يعادل 31.4 مرة أكثر من مدينة الإسكندرية.
• وقد قفزت القاهرة 7 مراكز هذا العام، لتدخل قائمة أفضل 90 مدينة عالميًا، وهو تقدم يُمثل العام الخامس على التوالي من الصعود المستمر، محققة بذلك أعلى ترتيب عالمي لها على الإطلاق.
• وتحافظ القاهرة على المرتبة الثانية إفريقيًا منذ عام 2023، كما تحتفظ بصدارة مدن شمال إفريقيا منذ عام 2020، متقدمة على الدار البيضاء التي تأتي في المركز الثاني بفارق 7 أضعاف في مجموع النقاط.
• أما الإسكندرية، فقد حافظت على المرتبة الخامسة شمال إفريقيًا للعام الثاني على التوالي.

نظرة عامة على بيئة ريادة الأعمال في مصر
تُظهر منظومة ريادة الأعمال المصرية إمكانات كبيرة، مدعومة بحجم السوق الضخم وسكان يتجاوز عددهم 110 ملايين نسمة. كما تتيح مصر لرواد الأعمال المحليين والأجانب إمكانية الوصول إلى مواهب شابة، ماهرة، ومنخفضة التكلفة. وفي عام 2023، حققت مصر إنجازًا مهمًا بإطلاق أول شركة ناشئة تصل إلى تصنيف "يونيكورن"، وهي شركة MNT-Halan.

ماذا يعني ذلك للمستثمرين ورواد الأعمال؟

التصنيف الجديد لمصر لا يُعد فقط إنجازًا رقميًا، بل يفتح آفاقًا حقيقية أمام:

• المستثمرين المحليين والدوليين الذين يبحثون عن أسواق ناشئة ذات إمكانيات نمو عالية

• رواد الأعمال الشباب الذين يجدون في مصر بيئة أكثر نضجًا ودعمًا

• الشركات التقنية الناشئة الساعية للتوسع في أفريقيا والشرق الأوسط انطلاقًا من القاهرة

• الجهات الحكومية والخاصة المهتمة ببناء شراكات فعالة مع بيئة الابتكار المحلية

إن التقدم المصري في مؤشر النظام البيئي للشركات الناشئة يعكس تحولًا تدريجيًا نحو اقتصاد قائم على الابتكار وريادة الأعمال. ومع استمرار الزخم المؤسسي والاستثماري، فإن مصر في طريقها لتعزيز مكانتها كمركز محوري للشركات الناشئة في المنطقة، خاصة مع تنامي دور المدن الكبرى مثل القاهرة، وظهور لاعبين جدد في مشهد الاستثمار المبكر.