يشكل عام 2024 نقطة تحول إيجابية في قطاع السياحة المصري، حيث سجلت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد السياح الوافدين. فقد استقبلت مصر 15.7 مليون سائح، وفقًا لمنظمة السياحة العالمية وبيانات مجلس الوزراء المصري، مُسجلة زيادة بنسبة 5% مقارنةً بـ 14.9 مليون سائح في عام 2023. هذا النمو يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على مسار تحقيق الهدف الطموح المتمثل في استقبال 30 مليون سائح خلال ثلاث سنوات.
لكن هذه الصورة الإيجابية لا تخفي وجود تحديات حقيقية. فقد تجاوز المغرب مصر كأكثر وجهة سياحية جاذبية في أفريقيا، باستقباله 17.4 مليون سائح. يُمثل هذا عودة قوية للمغرب بعد عام واحد فقط من زلزال جبال الأطلس، مُؤكدًا قدرته على التعافي السريع وروحه التنافسية العالية في هذا القطاع.
على الرغم من تفوق المغرب في عدد السياح، إلا أن مصر تمكنت من تحقيق إنجاز هام يتمثل في جذب إنفاق سياحي أكبر، حيث بلغت إيرادات السياحة المصرية 14.1 مليار دولار مقابل 11 مليار دولار للمغرب. وهذا يُبرز نجاح مصر في جذب السياح ذوي الإنفاق المرتفع، وهو أمر يُعزز من قيمة السياحة للاقتصاد الوطني.
تُعتبر المنافسة مع المغرب، وغيرها من الوجهات السياحية في المنطقة، منافسة صحية ودافعًا قويًا للتحسين والتطوير. فالقرب الجغرافي بين البلدين يُشجع السياح على زيارة كليهما، مما يُعزز من فرص زيادة الإيرادات السياحية في المنطقة ككل. كما أن هذه المنافسة تُحفز مصر على الابتكار وتقديم تجربة سياحية فريدة ومميزة تجذب المزيد من السياح وتُعزز مكانتها كوجهة سياحية رائدة.
إنّ استمرار هذا النمو المُطّرد في قطاع السياحة المصري يتطلب بذل المزيد من الجهود في عدة اتجاهات، منها: الترويج السياحي الفعال، وتطوير البنية التحتية السياحية، والاهتمام بتقديم تجربة سياحية مميزة، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار، والتنوع في المنتجات السياحية لتلبية احتياجات شرائح أوسع من السياح. فبإمكان مصر، بما تملكه من مقومات سياحية فريدة، أن تُحافظ على مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة.